وسـط اهتمام إعلامي وجماهيري غير مسبوق، تبدأ بطوله الانديه العربية، فى نسختها الجديدة “كاس الملك سلمان”، غَدًا الخميس 27 يوليو/ تموز، ومن المحدد ان تستمر منافسات المنافسه حتـى 12 أغسطس/ آب القادم.

ويرافق البطولة زخم غير مسبوق بفعل قوة الانديه المشاركة فى البطولة وتقارب مستوياتها الي جانب قيمة الأسماء العالميه التى تميز هذه النسخه وفي مقدمتهم الثنائي المتوج لاحقًا بالكرة الذهبية؛ البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما، ما يجعل التنافس المحتدم العنوان الأبرز لهذه النسخه.

ويشارك فى البطولة 16 فريقًا، مـن 10 دول مختلفة؛ بواقع 4 أندية سعودية، و3 أندية تونسية، وناديين مـن المغرب، ونادٍ واحدٍ مـن مصر والجزائر وليبيا وقطر والعراق والإمارات والكويت.

وتأهلت 6 أندية مـن الـ16 (الوحدة الإماراتي، الشباب السعودي، الصفاقسي التونسي، أهلي طرابلس الليبي، الاتحاد المنستيري التونسي، الكويت الكويتي) الي البطولة عبر تصفيات مـن دورين، بينما تشارك الانديه العشرة المتبقية (الهلال والاتحاد والنصر مـن السعوديه، الترجي الرياضي التونسي، الزمالـك المصرى، شباب بلوزداد الجزائري، الوداد الرياضي والرجاء الرياضي مـن المغرب، السد القطري، الشرطة العراقي) بدايةً مـن دور المجموعات الرئيسي لاعتبارات مختلفة؛ فمنها مَن يشارك بصفته بطلًا لبلاده مثل الزمالـك والوداد والسد، ومنها مَن يُســاهم ببطاقة دعوة مثل الاتحاد والنصر، ومنها الرجاء “حامل البطولة”.

واستنادًا الي ترتيب الاتحاد الدولى للعبة “فيفا”، تم تقسيم الانديه الي 4 مستويات، وفقًا لها سُحبت قرعه البطولة لتسفر عَنْ 4 مجموعـات صعبة.


وتضم المجموعة الأولى أندية الترجي والاتحاد والصفاقسي والشرطة، بينما تضم المجموعة الثانية أندية السد والوداد وأهلي طرابلس والهلال، وتضم المجموعة الثالثة أندية الزمالـك والاتحاد المنستيري والنصر والشباب، وتضم المجموعة الرابعة (الاخيره) أندية شباب بلوزداد والرجاء والكويت والوحدة.

وبنظرة سريعة الي المجموعات الأربعة، يظهر لنا ان جميعها “مجموعـات حديدية”، تُبشر بتنافس محتدم على بطاقات التأهل الي ربع النهائى.

وبعيدًا عَنْ أسماء الفرق المشاركة، يمكن القول إن هذه النسخه مـن “دورى أبطال العرب” تُعد الأكثر اكتظاظًا بالنجوم اللامعة، خاصة مع التعاقدات الصاخبة للأندية السعوديه، بالإضافة الي وجود كوكبة مـن اللاعبـين المحليين أصحاب الشهرة فى المجموعات الأربعة.

المجموعة الأولى

بالنظر للمجموعة الأولى، تبرز مواجهه الترجي لاتحاد جدة كمباراة قمه “لا يمكن تفويتها” فى أول أيام البطولة، وهي المباراه التى ستعرف ظهورًا مُرتقبًا لنجوم الاتحاد الجدد، بقيادة الفرنسيَين كريم بنزيما ونغولو كانتي، امام نسخة جريحة مـن بطل تونس التاريخي.

وأخفق الترجي فى التتويج بأي مـن لقبي الدورى والكأس بتونس العام الماضي 2022-23، كَمَا ترصد النادي لهزيمة مُحرجة (0-4 فى مجموع المباراتين امام الاهلي المصرى بنصف نهائى دورى أبطال أفريقيا)، ليصبح “المكشخة” مُطالبًا مـن جماهيره بأن يبلي بلاءً حسنًا فى البطولة العربية، والمنافسة الجادة على البطولة.

ويملك الترجي والاتحاد “أفضلية نسبية” فى ما يتعلق بترشيحات التأهل الي ربع النهائى عَنْ المجموعة، لكن المنافسَين الآخرَين (الصفاقسي والشرطة) لا يمكن تجاهلهما البتة؛ مع امتلاك الفريقين ترسانة مـن اللاعبـين المميزين.

وبالطبع، ستُعد مباراة الترجي والصفاقسي بمثابة “الكلاسيكو التونسي ذي النكهة العربية”، والأمر نفسه تقريبًا فى مواجهه الشرطة للاتحاد؛ إذ تعد بمثابة “ديربي” آسيوي بين عملاقَين عربيَين.

المجموعة الثانية

فى المجموعة الثانية، يُتوقع ان يكون الصدام مُشتعلًا بين 3 أندية كبرى “تبحث عَنْ ذاتها”، والأمر يتعلق بالسد والوداد والهلال. ولم تُتوج الانديه الثلاثة بدورياتها المحليه العام الماضي، على النقيض مـن منافسهم فى المجموعة (أهلي طرابلس).

ويتسلح الهلال بصفقات مدوية أبرمها هذا الصيف، على غرار السنغالي كاليدو كوليبالي والصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش والبرتغالي روبن نيفيز، بينما يدخل السد والوداد المنافسات بتوليفة مـن الأسماء المميزة، ما بين المحلي والمحترف الأجنبي، وبالوضع فى الاعتبار ما يعيشه أهلي طرابلس مـن روح معنوية عاليه وأجواء إيجابية، خلّفها تتويج النادي بلقبي الدورى والكأس الليبيَين، فيمكننا القول إن هذه المجموعة قد تعرف التنافس الأقوى والأكثر احتدامًا فى البطولة ككل.

المجموعة الثالثة

مثل المجموعتين الأولى والثانية، تتمتع المجموعة الثالثة بحضور مميز للفرق الكبيرة والنجوم اللامعة، وأبرز النجوم بالطبع النجـم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعـب النصر السعودي.

وإلى جانب رونالدو، تعاقد النصر مع لاعـب الوسـط الكرواتي مارسيلو بروزوفيتش، والنجم الإيفواري سيكو فوفانا، والمدافع البرازيلي أليكس تيليس، مع احتفاظ النادي بأبرز نجومه على شاكلة المهاجم البرازيلي أندرسون تاليسكا، ليصبح “العالمي” مُرشحًا فوق العادة لتحقيق النجاح فى البطولة العربية.

لكن عملية النصر لن تكون سهلة؛ لأن النادي سيصطدم فى المجموعة بالعملاق المصرى الزمالـك ومدربه الهجومي خوان كارلوس أوسوريو، كَمَا يبرز الشباب “فريقًا مُرشحًا للمضي قدمًا فى البطولة”، والأمر ذاته بالنسبة للاتحاد المنستيري.

المجموعة الرابعة

المجموعة الرابعة مثل سابقاتها؛ حيـث تضم فريقين مـن أفريقيا (شباب بلوزداد والرجاء)، وفريقين مـن آسيا (الوحدة والكويت)، وكما تحدثنا عَنْ المجموعات الثلاثة الأولى، نؤكد فى المجموعة الرابعة ان مستويات الفرق فى البطولة ككل تبدو متقاربة الي حدٍ كثير.

وسيكون مشجعو البطولة العربية على موعد مع ديربي “جزائري مغربي” بين شباب بلوزداد والرجاء، اما مباراة الكويت والنصر، فستحمل صدامًا خليجيًا خالصًا، لا يخلو أبدًا مـن التنافس المحتدم.